السبت، مايو 14

مصر في طريقها إلى الجحيم !!


     لم أعتاد طيلة حياتي أن اقف لاتحدث مع أحد الملتحين الذين يجولون الشوارع والطرقات ،بحثا عن أشخاص يستتيبوهم ،أو لمحاولة هداية الأناس للطريق المستقيم –كما يرونه- ،وذلك نظراً لإيماني بقول إمامنا الشافعي: "خير رد على السفية السكوت" ،لكن اليوم رغم أنفي اصطحبني أحد اصدقائي حينما وجدنا أحد هؤلاء ،يعبث بعقول الكثير من الشباب المتحمس للحديث ،فجذبني وسحبني لنستكمل هالة المنضميين التى تتسع كل دقيقة وخصوصا ان هذا النقاش كان في ميدان رمسيس ،وياليتني أحتفظت بمبدأي ولم اتوجه نحوة !!.

            بدأ الحديث بالسلام عليكم ورحمة الله ،للنظر لمجموعة شباب تحول لون بشرتهم إلى الأحمر الداكن ،فبديهيا أدركنا انهم ارتكبوا ذنبا يستحق الرجم ،ولا يمكن ان يمر مرور السلام ،لكن الفاجعة ان ما ارتكبوه ؛هو ذهابهم لمسبيرو للتضامن مع إخونهم الأقباط ،حاملين في أيديهم المصحف المعانق للصليب ،ومن الطبيعي كان من المستحيل ان يستمر حضورنا "الاستتابة" في حالة معرفة هويتنا الغير إسلامية ، فتقمصنا دور المسلميين ،حتي يتحرر هؤلاء من قيود كلمات المحبة ووالاخاة التى دائما ما تصف علاقة المسلم بغير المسلم ،ليقول للشباب إن الرسول (ص) أوصانا بتحطيم الصليب حينما نراه في أى مكان-وفق قوله- ،"فليه وليه" تمسكونه في أيديكم وحتي إذ كان هدفه التضامن ،وعنفهم قائلا :"هو أى حد يفكر في حاجة يعملها ،أمال راحوا فين العلماء ،تقعد وتتناقش معاه ،ولو مش عجبك تروح لغيرة ،لكن ميكنش عالم زي الي اسمة "على جمعة" ،فبكل تأكيد هذا الملتحي لا يدرك من هو د.على جمعة الذى يتحدث عنه ،لأن أمثاله لاتفهم هؤلاء ،فحينما كتبت منذ يومين مقاله "اختيار المنهج" أوضح هذا التباين بينه كعالم مسلم ،وبين غيره من علماء يشوهه الدين كأمثال هذا الملتحي تحت اعتقاد بانه هذا هو الدين ؟! .
ثم تطرق بعد ذلك شيخنا الفاضل في حديثه ،عن الأسس التى سيقام عليها الحكم الإسلامي في مصر ،والتى أكد ان المسلم ،لن يتساوى أبدا بنظيرة المسيحي مهما كان ،والغريب إنه طالب الشباب المتجمهرين حوله ،والذين أبدوا سعادتهم بهذه الكلمات التحريضية التى قامت على التمييز بين المواطنين حسب انتمائهم الديني ،والتى استستهب فيها بكيفية الرد على تحية أى قبطي للمسلم بعدما يردد :السلام عليكم ،حتما يجب أن تكون الإجابة "وعليكم السلام" ،لكن الجديد لدي شيخنا إنه يجب القول "عليكم" فقط ،ولا تقال كما يقال للمسلم ،لم يكن هذا ختام الحديث لكن بعدما توقفنا لفترة نتحدث ونتحدث عن المصائب التى ينقلها لعقول شباب المتهوس بالدين ،جاء قوم في طريقهم للذهاب لمحاضرة الشيخ محمد حسان بمسجد الفتح بميدان رمسيس ،فحينما عبروا أمامنا ،قالوا :إسلامية يا شيخ إنشاء الله ،ليس من الغريب أن نسمع هذه الكلمة ،لان مصر طيلة المرحلة الفائتة هي دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية ،لكن ما رأيته في أعيونهم ،إن إسلامية التى ينتظروها هي التى تجعلهم يتحكموا ويتسلطوا ويفعلوا ما يشاءوا باسم الدين .
وحينما تساءل صديقي الذى إدعى انه مسلم يريد معرفة صحيح الدين من "شيخنا" ،تساءل عن حكم دفع الجزية لغير المسلم في الدولة الجديدة ،وهل سيتم الغاءها في حالة مشاركته في الجيش كمواطن ..قال وبكل تكبر لا طبعا ،لا يدخل الجيش ،انسيت الثغرة التى اوقعنا فيها أحد الاقباط في حرب أكتوبر حينما توفي القائد المنوط به هذا الدور "ونحن لا نعرف أى معلومة عن ما يقول" ..ثم استكمل:" إنت بتتكلم في ايه ،مستحيل يشاركوا" ! .


     للآسف هذه كانت اجابة أحد الاشخاص ،نداه الشباب طيلة الحديث بـ"الشيخ" وأطلقت عليه في المقال "الشيخ" تهكماً ،فحسب تعريف المعجم لكلمة شيخ :هو من فاق الخمسين من عمره ، هو يتميز بحكمة مكتسبة من تجارب حياته ، وحسب المألوف لدى العامة :انها تطلق على كل من أطلق لحيته نظرا لاعتقاده انه يتعمق أكثر في الدين ..للآسف هذا الرجل لم يتسم بالحكمة التى يكسبها له السن ،أو اتسم بالإيمان والسماحة والمحبة الذى علمها دينة للمؤمنيين الحقيقيين .الحق أقول لكم :إن مصر في طريقها إلي الجحيم !.

هناك تعليق واحد:

  1. لا احنا حاليا اصبحنا بنبيع لقب الشيخ فى السوبر ماركت
    * مقاله رائعه

    ردحذف